الأحد، 26 مايو 2013

صور و قصص توثق بشاعة ما ابتدعه السرياطي من تعذيب


صور و قصص توثق لبشاعة ما ابتدعه « السرياطي » من تعذيب … و كيف حوّل ضيعته في أحد أرياف سوسة إلى سجن ” أبو غريب” ؟؟
ألوان قاتمة من العذاب و القهر و الظلم و التجبّر و التلذذ بالعبث بأجساد الناس من المساجين مع أجواء من اللهو و المجون و المتعة الحسيّة و النفسيّة …تلك عبارات قصيرة تلخص لسيرة حياة الطاغية الذي عمت بصيرته و تصلبت أياديه و مات ضميره و برز أشبه ما يكون بفرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى …
« علي السرياطي » هو فعلا ديكتاتور التعذيب ولّدتها عقدة طفولة بائسة و لنا في أمثاله في أقطاب العالم ما يشبهونه …هو مهندس المخلوع الذي صفى كل خصومه سواء على المستوى الإيديولوجي أو السياسي و قطّع أجساد كل من عارضه إربا إربا …فخلف صورا كانت شاهدة على حقبة من هرسلة قاتمة السواد تدمي القلوب بل لا تستطيع العين النظر إليها لشدة بشاعتها ….
السيرة الذاتية لسياف تونسي

علي بن محمد بن حسين السرياطي المولود في 22 فيفري 1940 صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 00350148 و المذيلة بكلمة ” متبرع” و الصادرة بتونس في 22 فيفري 2001 و المولود في غار الدماء و مهنته مستشار أول لدى رئيس الدولة و القاطن ب8 نهج توفيق الحكيم حي السعادة بالمرسى شهادة عالمية في فن التعذيب الذي ارتقى معه إلى أعلى درجات البشاعة و القرف تترجمها صور و قصص موغلة في الوحشية حتى تخال نفسك شاهد عيان على يوم القيامة …
و لئن سمعنا عن قطوف التعذيب الدامية و تأكدنا من طرق الجلاد في التلذذ بآهات المعذّب و أوجاعه إذ يجعل لقصة التعذيب -قصد اخذ اعترافات من الضحية – فصولا و أبوابا تبدأ من الأساليب العادية و تتدرج إلى أعتاها و أقواها و أبشعها حتى تصل حد الموت تحت وطأة سوطه فيكون المصير إما بحفر قبر تدفن فيه و إما بإلقائها كما تلقى الحيوانات في غابر الأرض و ترد عليها التراب في ضرب وحشي لكل طقوس الجنائز و إكرام الميت و يمكن له أيضا سلب كل وثائق الضحية لكل وثائقه و الرمي به تحت عجلات القطار في إحدى المفترقات في مشهد لطمس كل معالم التعذيب التي تعرض إليها

من يدخل ضيعته … من يدنو من سور حديقته … مفقود … مفقود … مفقود !!
حيث تفنن « السرياطي » في ابتداع أحدث تقنيات التعذيب و طرقه الغريبة و احترف فنون الهرسلة فتعداد ضحايا تعذيبه بالمئات إن لم نقل بالآلاف منهم من قضى نحبه على غرار الرائد « البجاوي » و منه من تدهورت صحته على غرار السجين السياسي « الصنهوري النمري » الذي تدهورت صحته و أصبحت حياته في خطر بعد أن فقد كبده جراء التعذيب … و أيضا السجين « فوزي مخلوف » الذي ضرب به المثل في التنكيل به و بجسده … و منهم من فقد بصره على غرار « وحيد براهم » الذي أذلوه جنسيا من خلال إيلاج أنبوب ثم مسطرة في دبره و صعقوه بالكهرباء و جردوه من ملابسه لساعات طويلة و علقوه عاريا و ضربوه في أماكن حساسة من جسده و حرموه من النوم و سكبوا علي الماء البارد على جسد العاري.

و في سفاهة ما بعدها سفاهة عمدوا إلى تهديده بإحضار والدته و اغتصابها فأجبر إكراما لوالدته على الإمضاء على محاضر جهل فحواها… و نتيجة التعذيب أصيب بإعاقة تمثلت في فقدان السمع جراء أساليب الوحشية التي تعرض إليها …
و حتى النساء لم تسلم من بطش « السرياطي » و هرسلته حيث لم يشفع ل »منية العقيلي » (سجينة رأي ) صغر سنها و نعومة أظافرها في حمايتها من بطش البوليس السياسي الذي اقتادها من أمام المعهد الثانوي الذي تدرس فيه للزج بها في سجون النظام السابق و أذاقها ويلات من العذاب لتقضي محكومية تجاوزت ثلاث سنوات بتهمة الانتماء إلى جمعية غير مرخص لها و المشاركة في أحداث تفجيرات.
حيث دخلت السجن و هي حَدَث لا تعرف حتى المصطلحات التي كانت تُتلى عليها ضمن محاضر البحث، و خرجت منه و هي في ريعان شبابها. و لا تريد هذه الفتاة أن تتذكر ما حدث لها وراء القضبان و قد غادرت السجن مثقلة بالأمراض التي داهمت جسدها خلال سنوات الاعتقال على غرار ‘الربو’ و أمراض القلب و ضيق التنفس، كما اجبرها الفقر على التغيب عن مواعيد مراجعة الطبيب بسبب قلة ذات اليد و عدم توفر ثمن الدواء.
و مع ذلك لم تطالب سجينة الرأي السابقة « منية العقيلي » بتمكينها من ملفها السجني الذي قالت انه “أُعدم مع عديد الملفات الأخرى لطمس فضائح النظام السابق في حق الطفولة التونسية و حق سجناء و سجينات الرأي”.
و للنساء السجينات شهادات في طقوس التعذيب التي مورست عليهن لسنوات طويلة ، و عن النهج الانتقامي الذي اعتمده النظام السابق و ذراعه الأيمن « علي السرياطي » في التعامل مع معارضيه… شهادات مفعمة بالتأثر و الحزن و البكاء أعمدتها تحرش و اعتداءات جسدية و جنسية و لفظية وإهمال صحي و نفسي…
و لئن ظلت الحكايات و ما تلوكه الألسنة عن قصص التعذيب و وقائعها الوحشية مجرد روايات تتناقلها الشفاه فان الصور التي وصلت إلى “الثورة نيوز” عبر البريد العادي كانت بمثابة الصدمة و لو أن صاحب الرسالة البريدية المجهولة الاسم الذي ترجّانا بالبحث عن هوية الضحية و أشار بصريح العبارة أن ماهو بين أيديكم من الصور ليس إلا نزر يسير من تسجيلات أخرى و صور توقف نبض القلوب …
النهار للناس و الليل للعاهرات و الكاس
الصور المنقولة إليكم قادمة من منطقة الكنانة من معتمدية سيدي بوعلي هي منطقة ريفية آمنة يعرف سكانها بالطيبة و الكد لكسب لقمة العيش …منطقة تبعد حوالي 30 كلم عن دائرة القرار الجهوي ولاية سوسة …حيث دنست تربتها أيادي الخونة من خلال ضيعة تَملّكها هناك علي السرياطي حيث كان يربي النعام و الغزال و الأبقار فضلا عن عدد هام من أشجار الزيتون و الأشجار المثمرة و في هذه الضيعة أقام السرياطيلنفسه قصرا به مقصف وحانة يستقبل فيه أصدقاءه و العاهرات حيث تقام الليالي الحمراء …يسمي أهل ” كنانة” الضيعة بقصر الأشباح إذ لا يعرف أحد ما يدور بداخلها وكل ما يعرفه الناس أن حراسة مشددة و مهولة كانت تضرب على المكان كلما حل به السرياطي و من معه …
فضيعة علي السرياطي هذه تعد واحدة من عدة مزارع أخرى جعلها للتسلية و تربية الحيوانات التي كانت تمنح له من قبل « حمدي المدب » (أبقار) و « عبد الوهاب بن عياد » ( أنعام) و غيرهما … حوّلها « السرياطي » إلى أماكن للترفيه بعيدة عن الأنظار … يأتيها الماجنون من كل حدب صوب و من كل فج عميق حيث تقام السهرات الماجنة إلى حد صياح الديكة على اعتبار أن صاحبها مغرم حريم و جاعل ليله و نهاره لتعذيب الناس و معاقرة الكأس و لئن كانت هذه الضيعة تمسح هكتارات قبلة استقطاب النواعم من المشهد الثقافي و الفني على غرار الممثلة (ع.ل) و المغنية المعروف ( أ.ف) فضلا عن عديد القاصرات الجميلات … فإنها لم تكن تلعب دورا وحيدا و هو المجون و الترف و إنما كانت لها ادوار أخرى خصصت لها دهاليز سرية و سراديب و غرف ضيقة حيث تكون جدارانها و أسقفتها شاهدة على فنون التعذيب الذي يلامس أعلى درجاته و أقواها و أشنعها و أبشعها …

و تروي الصور القادمة من ضيعة « السرياطي » بمنطقة ‘كنانة’ هول العذاب الذي تلّقاه احد المساجين الذي ظل إلى حد هذه الساعة مجهول الهوية و النسب حيث يعمد الجلادون تحت أنظار مدير الأمن الرئاسي المجرم « علي السرياطي » إلى إشعال نارا حامية أوقدت خصيصا له وقودها أعواد الزيتون الصلبة التي وقع اجتثاثها من أشجار الزيتون التي امتدت على كامل الضيعة ثم يقومون بطريقة وحشية بإجلاس الضحية عنوة و بعنف عاريا تماما من اجل أن تكتوي مؤخرته في تجسيد مهيب انه ” يصلى نارا حامية ” …فيحملونه على جناح السرعة فيدكون دبره بقضيب من حديد ثم أنبوبا من الأنابيب قبل أن يقع رشه بالماء البارد و سرعان ما يعودون إلى فصل آخر من فصول التعذيب من دكّ ساقه و إصبعه بمسمار حديدي أو آلة حفر الثقب المعروفة ” بالشنيول” ثم يديرونه في اللحمة الحية و غالبا ما يكون دق المسمار أو ” الماش ” في مفصل الساق آو اليدين في لحظات تموت فيها قيم حقوق الإنسان حتى يتمنى –حتما- الموت بدل المرة ألفا…
و لئن أكدت الصورة أن مرتكب الفعل الإجرامي الشنيع و هو « علي السرياطي » فان هوية الضحية و كنه و أسباب استقدامه إلى المزرعة قصد تعذيبه ظلت غامضة مما دفعنا إلى نشر صورته دون إخفاء معالمه و تقاسيم وجه و ارتسماته الخلقية ربما تتمكن عائلته أو المقربين منه من معرفته …
و لئن أكدت الصور بما لا يدع مجالا للشك أن الضحية فارق الحياة تحت التعذيب فإننا نكاد نجزم (على كون أقدامنا لم تطأ بيوت الملوك و ضيعتاهم و مزارعهم كانت عامرة أو خربة و لم تر عيوننا بالمرة قصورهم الفخمة الضخمة المحرمة و ليس لدينا أي رغبة و لا فضول حتى في الوقوف أمامها خيفة أن نتنفس هواء أفسده المجرمون) أن المعذب المشار إليه في الصور لن يكون مدفونا إلا في نفس الضيعة بإحدى زواياها كما لا نستغرب حتما أن تكون بها مقبرة جماعية
معتقلات الإبادة: « غوانتنامو » , « أبو غريب » و ضيعة السرياطي
لم يكن ل »علي السرياطي » أن يبقى جاثما على أمن الوطني 12 سنة من 1991 إلى 2003 لولا لم ير فيه بن علي صورة السفاح الذي يؤمن مواصلة مسيرته من على رأس السلطة و يطبق تعليماته بحذافيرها و لم تلتصق به صفة الذارع العنيف و الوحشي للمخلوع حتى أن « بن علي » لم يخف ثقته فيه من خلال الاصداع علنا أمام مرأى و مسمع كل مستشاريه في قصر قرطاج “أن سي علي ما عندناش برشة منّو” حيث نجح في الركوب على حادثة براكة الساحل الذي نسج منها قصة نجاح رهيبة من خلال ادعائه الكشف عن مخطط يقوده الضباط لإسقاط « بن علي » و إقامة نظام حكم إسلامي سنة 1991 و قيل انه من كان وراء ” بيع ” الضباط إلى الداخلية التي انقضت على القضية و حولتها إلى مدنية على الرغم من كونها ذات طابع عسكري صرف .. سجّل التاريخ للسرياطي أيضا انه كان شاهدا على اللحظات الأخيرة لحكم « بن علي » و لعله كان آخر وجه «يبتسم» للمخلوع و هو يفرّ من الوطن كأي جبان هتك حرمة شعبه و كان شاهدا على مراحل انهيار النظام المستبد و كان مهندس المؤامرات التي حيكت في الظلام والانقلابات التي كانت تعدّ في صمت و الساعية إلى «وراثة» تركة الجور و الاستبداد… كما سجّل له أيضا انه مبتدع فن التعذيب و صانعه …

فالقصص القادمة من بهو السجون و من دهاليز الداخلية و سراديبها لا تستطيع عدّها أو حصرها أو حتى سردها و للتعذيب قطوف دامية حيث كان ل »علي السرياطي » الجدارة ببروز تهمة ترويج مناشير قصد تعكير الصفو العام و افتعال مناشير و إمضائها باسم الضحية أو المعارض لحكم المخلوع و له شرف إخضاع السجناء و المعارضين لسياسة « بن علي » شباب أو كهولا او حتى نساء إلى صنوف من التعذيب البشع و المتوحش من خلال هتك الأعراض و الشرف و الإذلال جنسيا بإيلاج مسطرة في دبر الرجال و في فروج النساء و الصعق بالكهرباء و التجريد من الملابس لساعات طويلة و تعليق الضحايا عاريين تماما فضلا عن تكميم الفم و تعصيب العينين و الضرب المبرح في أماكن حساسة و حرمانهم من النوم و سكب الماء البارد على أجسادهم العارية و وضع رؤوسهم في المياه الملوثة و أحيانا في كيس شفاف و أحكام غلقه حتى ملامسة الموت كما كان يتم الدوس على المصحف الشريف إذا ما تعلق الأمر سجناء التيار الإسلامي و إرغامهم على شرب “البول” … و الإيداع ب”السيلون ” ( السجن الانفرادي الضيق و المظلم ) .. تُعليق الضحايا على شاكلة الدجاجة المصلية “المحمّرة”، حيث يقوم الجلادون بربط يدي السجين و رجليه و يقومون بتعليقه بشكل مقلوب ثم يقوم الجلادون بضربه على الخصيتين، كما يقومون باستلال جهازه الذكري بخيط مما يشكل له ألما بالغا فضلا عن الألم النفسي، كما يتم حرق السجين في أماكن مختلفة من جسده بالسجائر….

فنون التعذيب في معتقل السرياطي
لا تكفي المساحة حتما للوقوف على كل الأساليب الوحشية التي اقترفها « علي السرياطي » إنما الأمر يقتضي أن نتوقف عند قضية رفعها رجل الأعمال و المستثمر السياحي « فتحي الذيبي » الذي ذاق ألوانا من التعذيب النفسي وصل حد محاولة اغتياله حيث طلب منه مدير الأمن الرئاسي « علي السرياطي » الاحتكاك بالمعارضين بالمهجر لمعرفة مخططاتهم و الدخول كذلك صلب الجمعيات و الهيئات الحقوقية ثم داخل الشبكات الإسلامية بالأحياء الباريسية و خاصة المنظمات التي ترسل الشباب للجهاد ب »العراق » و « أفغانستان » عن طريق سوريا “دمشق” و « تركيا » و طلب منه أيضا تصفية ذوي الفكر السياسي من المعارضين فرفض فاجبره على التحول إلى « سوريا » و « العراق » أو الرجوع إلى أوروبا و التعامل مع المخابرات الفرنسية و رفض أيضا الانصياع فما كان من « السرياطي » إلا مساعدة عائلة الطرابلسية لنهب جميع ما يملك قبل آن يتعرض إلى محاولة اغتيال بإيعاز من « السرياطي » من قبل أشخاص على متن سيارة كانت لا تحمل لوحة منجمية و ذلك بإطلاق الرصاص على العجلات الأمامية و الخلفية اليمنى مما أدى إلى انقلاب سيارته العديد من المرات و تعرضه إلى أضرار بدنية جسيمة استوجبت إخضاعه للعلاج بمستشفى الحبيب بورقيبة بمدنين و تم الاستيلاء على سيارته قبل آن تلفق له تهم كيدية و هي بيع الخمر خلسة و لكي تكون القضية محبوكة جيدا تم توريط شاب أبكم وأصم معه في القضية و انتزع منه الملهى الليلي والمطعم السياحي بالحمامات….
(الثورة نيوز)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق